April 3, 2010

تشرين الغدار







كنا في بداية ايام الخريف كان الطقس بدأ بالتقلب كان عقلي يتقلب ايضاً كالطقس فتارة ابكي وتارة ابتسم كنت سعيد جدا لوجودي في هذه القرية سكانها طيبو القلوب يحترم الجميع هنا الجميع , كنت احب الخروج في تشرين احب الجلوس في المقاعد التي كانت بين الحدائق كانت هذه الاجواء تغريني فكنت البس احيانا الطويل واحيانا القصير من اللبس واخرج وفي بعض الاحيان لم يكن يتناسب لبسي مع الطقس فكنت احاول جاهد تدفأت نفسي .

في هذا اليوم من الخريف ذهبت الى الخارج كنت قد ابتعدت قليلاً عن البيت كان ذلك المقعد الخشبي الذي كسر القليل من جانبه لا يستيطع الجلوس عليه الا واحد فهو لا يتسع . بينما كنت اجلس اراقب الازهار الصفراء المتساقطة من الاشجار بدأت السماء بالبكاء فقطرة وقطرتنا وقطرات وبدأ المطر بالازدياد , فقمت عن المقعد وبدأت اهرب من شتاء السماء , لكن البيت كان بعيد فبدأت امتلىء بالماء وبدأ جسدي يبرد رويداً رويداً فبينما اسير احسست ان هنالك احد يحمل في يده مظله يسير خلفي ويسرع ليقترب مني فأسرعت في مشيتي حتى اقترب اكثر واكثر ووضع المظله فوقي ووقف جانبي تحت المظله 

وقال لي : اين بيتك ؟
فقلت : بيتي هنا تحت المطر 
- : جميل هو المطر
-: لكنه صقيعه يكاد يقتلني 
-: غريب هو تشرين في الصباح الباكر كان الجو مريح
-: نعم ، ولكن أأنت من هذه القريه ؟
-: لا ، ولكن ..
-: اياً كان اهلا بك في قريتنا ، انها حقاً قريه جميل
-: نعم هي كذلك
كانت الابخره المتدفقه من فمه تجتذبني اليه فقد كان جميل جداً كان مكبل بالثياب والمعاطف وال"كابو" الصوفي الجميل على رأسه وكان يرتدي في يديه كفين صوفيتين فبعد محاولتي لتدفئت يداي قام بأنتزاعهما وطلب مني ان ارتديها ، ففعلت.
قال لي وهو يحاول ان يقترب مني اتشعر بالبرد ولم اكد ان اقول نعم حتى اقترب من شفتاي وقبلني فأبعدت شفتاي ، فأرتبك ولم يعرف ماذا يفعل اقتربت منه اكثر فاحسست انه دافىء ونسيت مطر تشرين البارد وضع يداه على كتفي واجتذبني اليه واخذنا نتكلم كأصدقاء وكأنني اعرفه منذ زمن بعيد ولم يكن يتفوه بأمر مضحك حتى تعلو ضحكاتي وقهقهاتي فيضحك لسروري نسيت اني كنت اريد ان اعود الى البيت ، ونسينا اين نريد ان نذهب فبدأنا ندخل الى احراش الغاب المبلله حتى ادخلني الى مكان دافىء لا مطر فيه كمغارة صغيره قبلني بلهفه وحب وحنان وقبلته ايضا... اخذت مظلته وكفتيه بقيتا في يداي واردنا انو نعود . وصلت معه الى مكان وقف فيه وقال لي انه احبني ويحبني منذ اللحظه الاولى فمشينا حتى وصلنا الى بيت من بيوت القريه فوقف هناك فأذ بطفل صغير يركض ويشدو بفرح ابي ابي فحمله بين ذراعيه وقال ايها الطفل المشاكس ، تفاجئت لهذا وابتسمت لبراءة الطفل ولحنان الاب وكنت انظر اليهما بفرح وابتعد دون ان يحس فقد كان ابنه الغالي قد شغله ببرائته ومرحه ولعبه كنت ابتعد وانظر اليهما بحب وحنان وعطف وحزن احسست اني قد امتلكت شعور غريبا اليوم واني فقدت شيئاً غاليا ايضا أحس بعدم وجودي فألتفت ووجد اني اصبحت بعيداً فلوح لي بيده وقال لي في قلبه الى اللقاء وانهمرت دموعي مع امطار تشرين ولكن الابتسامه بقيت على شفتاي....تشرين غدار انت في حبك غدار في الامور التي ترسلها لنا
اهداء من علوشى ليكم



2 comments:

ZIZOU said...

اه .... ذكرتنا بأيام تشرين والله كانت حلوة انا اتذكر هذه القصة جيدا بالامارة كانت صورة جميلة عن قرية في فصل الخريف ما بعرف مودي او علوشي بطل القصة على العموم انتم عندي زي بعض ما يهم من يكون صاحب الفكرة او القصة المهم هي على المدونة وخلاص .... يا الله مستنيين منكم قصص كمان وكمان ......... زيزو

mody-3loshi said...

مرسى كتير زيزو بجد على الكومنت بتاعك
مبسوطين كتير انها عجبك
و انتظر المزيد إن شاء الله مع مفاجاءت كتيرة جدا بمناسبة عودتنا